الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

إذا كان حب الإنسان للشجرة كذلك فكيف حبه للأرض .


إذا كان حب الإنسان للشجرة كذلك فكيف حبه للأرض ؟؟؟
لا يسمعون سوى صوت المدفع فهذه الموسيقى التي اعتادوا على سماعها ، ولا يرون في الأفق إلا صواريخ متوجهة لتقتل فما اعتادوا على الألعاب النارية كالتي تحدث في المهرجانات كمهرجان مسقط مايمكننا أن نسمعه هو خلاف الأخوة الفرقاء في فلسطين المحتلة .
كم إعتصر قلبي ألما ً حينما رأيت العجوز التي في الصورة تحتضن جذع شجرة الزيتون التي يرفعها المنافقون في العالم بدعوا أنهم دعاة سلام ، تولد إلي الإحساس القوي المتين إن هذه العجوز أشرف من محمود عباس ومن رفاقه ومن معاهدة كامب ديفد ومن وقعها ومن الملك فيصل بن الشريف حسين فإذا كانت الشجرة مقطعة الأوصال كما تظهر بالصورة والعجوز تنوح عليها متمسكة ٌ بها فكيف تمسك هذه العجوز بالأرض المستباحة فلسطين بمنزلها بقطعة من فؤادها يزف إلى مقبرة تمتلأ بالشهداء أمثال أبناءها .
آه ٍ كم هو مؤلم أن نرى تلك الشجرة مقطعة الأوصال ، ونرى عجوز كتلك التي رأيناها تقاسم الشجرة التي عاشت معها حين من الدهرآلام وجور الإحتلال اعتنت العجوز بالشجرة واصبحت الشجرة مخلصة للعجوز توفر لها الضلال الوافرة والثمرة المباركة ، ستحمل هذه الأغصان إلى جزار قانا الذي حصل على جائزة نوبل للسلام أو جزار صبرا وشاتيلا الذي نسي على فراش الموت يكابد ويتعذب ويريكم الله آياته في الأفاق .
رغبة في الظهور واللمعان في سماء السياسة وعالمها المظلم ، يتبنى شخوص حمل مسئولية ليسوا بكفئ لحملها ، وتظهر الرباعية وغيرها كي تتنازل أكثر عن أرض عربية قبض ثمنها من قبل .ماذا يمكن لأي عربي أن يقول حين يتبحر في التاريخ السياسي العربي ويتفرع لتاريخ فلسطين ويجد أن الملك فيصل بن الشريف حسين يوافق على أن تكون فلسطين تحت الوضع العالمي وليس بالضرورة أن تكون تابعة للدولة العربية الجديدة وبهذا تم أول تنازل عربي عن أرض فلسطين وذلك في المؤتمر الذي عقد في باريس في 6 / 2 / 1919م .
إن العجائز والأطفال يعانون في الوقت الحاضر الأمرين جراء هذا التنازل الفاضح ، ولا ينصدم المتتبع للتاريخ السياسي حين يقرأ رسالة الملك فيصل بن الشريف حسين والتي وجهها إلى الزعيم الصهيوني الأمريكي " فرانك فورتر " والتي يقول فيها :(( نحن العرب وخاصة المثقفين منا ننظر برغبة شديدة إلى النهضة الصهيونية ، ولسوف نعمل كل ما في وسعنا لمساعدة اليهود ، ونتمنى لهم وطنا ً ينزلون فيه على الرحب والسعة )) .
وسيكشف التاريخ لنا إذا أذن الله لنا بالبقاء عن الفضائح التي كادها زعماء عرب على أمتهم المجيدة نتمنى أن يتحول هذا العقوق إلى بر للوطن الأم الوطن العربي المجيد وأن يتمسك القادة العرب بكل حبه من ترابه وأن يذودوا عنه .أيتها العجوز المكافحة المناضلة لا أملك من حال إلا القول " لك الله في محنتك لك الله " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية