الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

كابوس تنحي معالي الوزير




تحت عنوان مكتوب ببنط عريض في صحيفة من الصحف الصادرة في اللامكان والمسماة بصحيفة ( الكوابيس ) كتب كاتب بدائي المقالة التالية:


بسم الله الرحمن الرحيم


(( قد ثقُل َ كاهل ِ المواطن من ارتفاع الأسعار ، وأصبحت الكوابيس الخاصة بهذا الموضوع تلاحقه من مكان إلى آخر حتى تسببت في كثرة همه وغمه ونكده ، فالمقبل على الزواج يظل يؤجل علا وعسى أن تنفك الأزمة ولكن الوضع ينبئ بالأسوأ فلا تحريك لساكن ، كل شيء يجري بما لا تشتهي السفنُ ، والمقبل على بناء منزل ظل كما هو في مكان لا يطاق مطالبات المؤجر يوم ورفعه للإيجار في اليوم الأخر وحلمه ببناء منزل يتبدد بفعل ارتفاع الأسعار وقانون رفع الأسعار الصادر من مجلس الوزراء ضُرب به عرض الحائط .


كل الدوائر تتربص بهذا المواطن المسكين من راتب يتقاضاه لا يغني ولا يسمن من جوع من جهات تشرف عليها القوى العاملة بشكل خاص وبعض المرتبات ببعض الوظائف الحكومية بشكل عام وعجز وزارة التجارة والصناعة عن وضع حد لظاهرة ارتفاع الأسعار فلك الله يا عبدالله ...


في اجتماع عاجل إن شاء الله تعالى بعد أن انتشر الوباء وبعد ظهوره منذ عام تقريبا سيجتمع في الشهر المقبل مجلس الوزراء لمناقشة ارتفاع الأسعار في ظل إحتظار الوضع الذي دك كل البيوت في الوطن الحبيب ، إلا أنني أستطيع أن اسبق الأحداث بالخبر السيّء أن هذا المجلس لن يتوصل إلى حل لأن الذريعة ستكون ارتفاع الأسعار في كل مكان ، لكن لم يلتفت أصحاب السعادة الوزراء إلى أن غلاء عن غلاء يختلف وأن الدول تعالج هذا الداء الخطير برفع الرواتب وخاصة في ظل ارتفاع النفط وهي من الدول المصدرة للنفط ، أو غيرها من الخطط التنموية التي تضع حدا لمثل هذه الظواهر ، مع كل هذا أتمنى أن يثبت أصحاب السعادة الوزراء عكس ما تنبأت به ويثبتوا أنني على خطأ ويضعوا حدا لهذا الغلاء الفاحش إما برفع الرواتب أو استخدام وزير التجارة والصناعة للبند الأول من اللائحة التنفيذية للوزارة ، وفي حقيقة الأمر إن إحالة هذا الموضوع إلى مجلس الوزراء يدل على عجز وزارة التجارة والصناعة في التعامل مع هذه الظاهرة وأنها الآن خاصة تحتاج إلى قيادة جديدة لديها طاقة وهمة في قمع الارتفاع التدريجي للأسعار وتحتاج إلى أفكار جديدة تنمي هذه الوزارة فمعالي الوزير الموقر قدم ما استطاع ان يقدمه للوطن والشعب مشكورا ، وقد آن الأوان أن يترك المجال لشخص لديه قدره في التعامل مع هذه الأمور ، مع شخص جديد ليس لديه شركات يخاف عليها أو يلهث وراءها ويكون مداوم على مصلحتها ، لأن الشعوب كالشجر إذا ما قمت بمداراتها وتقليمها ووضع الأسمدة لها تنتج لك خير الثمر وإذا ما أهملتها كانت حطبا ً للنار والمواقد فكذلك حال الإنسان إذا توقف عن الإنتاج كحال التينة الحمقاء التي تحدث عنها إيليا أبو ماضي في قصيدته الرائعة فهي تقتل ثقة المزارع بها ... فهل يا ترى إذا ما تخلى معالي الوزير الموقر وزير التجارة والصناعة عن منصبة إعترافا بعجز الوزارة عن حماية المواطن من الشركات يفك الأزمة ... ))


وبعد ان انتهيت من قراءة هذه المقالة البسيطة فتحت المذياع ، فإذا بخبر عاجل قامت بتناقله الإذاعات من موجة إلى أخرى مفاد هذا الخبر " استقالة وزير التجارة والصناعة لعجزة عن حماية المستهلك من شركات ( الهوامير ) كما كانت هناك مقالة بدائية نشرة في صحيفة ( الكوابيس ) أثرت في معاليه وكانت السبب الثاني في استقالته " قلت بصوت عالي يا لك من وفيّ أيها الوزير لعجزك عن حماية المستهلك تنحيت عن منصبك ومن مقالة نشرت لبيت النداء فكيف إذا الشعب نادى بذلك ؟؟!!


بعد سكون وتلفت يمينا وشمالا قطع هذا الحدث صوت ينادي " كفاك خمولا ً هيا انهض " بعد فتحت عيني ورأيت المصباح يرسل خيوطه الصناعية إليّ أيقنت حينها أنني كنت أحلم وأن معالي الوزير والحمد لله لا يزال على كرسيه فأدركت أني كنت أقرأ صحيفة ( الكوابيس ) وسألت الله أن لا يريني هذا الكابوس مرة أخرى . حفظ الله البلاد والعباد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية