الأربعاء، 20 يناير 2010

نطالب بمساواتنا مع المرأة

نطالب بمساواتنا مع المرأة
بينما كنت أصطف في طابور طويل مع بقية الذين ينتظرون وصول دورهم ،همس بأذني صوت لم أألفه من قبل " إننا نطالب بمساواتنا مع المرأة " مما أثار فضولي وجعلني أنظر إليه باستغراب فتدارك قائلاً : بالحقوق طبعا ًوليس بأي شيء آخر ،فهذه الأيام تشهد المرأة نقله نوعية مهمة في حياتها ، فسألته وأين المشكلة في أن تضمن حقها كامرأة ؟! فأجاب : المشكلة أن الجميع نسي الرجل ودوره الكبير في جميع الميادين حتى الإعلام حول أضواءه إلى المرأة ، وإن سلّمنا أن الإعلام ربما هدفه تعريفي وتوعي لتوضيح دورها وأدائها في بناء الوطن وخدمته فإننا نجد أن هناك من يستغل هذه الأضواء فيتحيّل الفرص لإزاحة الرجل من ساحة المنافسة ، وخيرُ دليلٍ على ذلك أنظر إلى محاسبي هذا المركز التجاري كم شاب ترى الآن وكم فتاة ،وكم شاب وكم فتاة كان يعمل في هذا المكان حينما أفتتح هذا المركز؟ أضاف إلى ذلك فالمرأة تعامل كأداة دعائية مجانيه يمكنها من خلال منظرها وتعاملها مع الزبون في تكرار زيارته وطبعا لا أشمل بحديثي هذا كل العاملات أو الموظفات ولكن فئة بسيطة ، لقد تأثر الكثير من القراء والمثقفين بروايات الرجل الشرقي والمرأة المهضومة الحق ، فقاطعته لأسئله سؤال كان يجول في خاطري وأنا أفكر فيما يقول ، ولكن هل ستنتهي المسألة بمطالبة الرجل مساواته مع المرأة ثم مطالبة المرأة بمساواتها مع الرجل ؟ فنظر إلي قبل أن يجيب ثم عقد حاجبيه ولم يلبث أن فك تلك العقدة وقال مازحا ً : لكُلِ سلك من الأسلاك يوم معين يحتفل به وللمعوقين أيضا يوم وللشجرة يوم وللمعلم يوم والآن للمرأة يوم وتابع مبتسماً فبقينا نحن الرجال دون أيام لذا نطالب بمساواتنا مع المرأة فمالذي يضير لو أنّا أعطينا يوما ً أسوة بالمرأة فنصبح بذلك متساوون بالأيام على الأقل .
فقاطع حديثنا العابر صوت المحاسبة التي سئمت من إنتظارنا ونحن نتحدث عن حقوق المرأة وحق الرجل بعدما حان دورنا وأن من كان قبلنا قد حزم أمتعته ودفع بعربته مغادرا .


أحمد بن مصبح البادي
bab_alwazeer@hotmail.com

نشر هذا المقال بجريدة الرؤية .

أرشيف المدونة الإلكترونية