الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

حينما نُغردُ خارج السرب ...


حين نغرد خارج السرب ( المفكر العربي في عرف السياسه ) كم يعتصرُ قبي ألما ً عندما اتابع البرامج الوثائقية على القنوات الفضائية ، حين أشاهد القاضي الفاضل والطبيب الماهر و الأستاذ المجتهد والفنان القدير والشاعر المليء بالأفكار التي يترجمها بكلماته الرنانه التي تجبر السامع على ان يكون كله آذانٌ صاغية والقاص ذو الخيال الواسع الذي يجعل من عيون القراء كشمس تشرق على أرض كل هاؤلاء يغردون خارج السرب كل هذه الثروة الفكرية لا يساوي النفط أمامها شيء .
لا تسمع من الشاعر إلا قصيدة حب وطن وريشة الفنان التي تترجم على اللوحة مدى تعلق هذا الفنان بوطنه فما أعذب ما ردد سعدون جابر حين غنى (( إلا مضيع ذهب فسوق الذهب يلقاه وإلا مضيع حبيب يمكن سنه وينساه وإلي مضيع وطن وين الوطن يلقاه )) ...
آآآآه ماذا يمكنني أن أقول حين أرى الظهور قد حنتها السنون والبياض غطّا الرأس فما عاد لسواد الشعر بينها مكان ، ماذا أقول حين يسرق منك عقلك بعدما طرد من رأسك متى سيدرك كبار القوم أن المستقبل والحاضر في هذه العقول التي تغرد خارج السرب في أوروبا في كندا في أمريكا في فنزويلا بإختصار ٍ شديد ولهجة ٍ قاسية ٍ في المهجر ...
متى سندرك أن النفط ثروة زائلة وما نملك من العقول كفيلة بأن تكون لنا بإذن من الله مصدر رزق أكبر من النفط الذي 80% منه للدول التي تقول أنها مستثمرة ، كم نحن غريبوا الأطوار نملك ثروات فكرية إلا أننا نبددها بل نحن كالقطة التي تأكل أبناءها ليس للمفكر في أوطاننا إلا كرسي الكهرباء أو الإعترافات وقائما مليئة بالأسئلة (( لماذا كتبت هذا وصنعت ذاك ؟ لماذا كتبت في الصحيفة عن الفساد لماذا انتقدت الخطأ الذي اقترفه السيد ( س ) أو ( ص ) فمن الصباح إلى المساء والأسئلة لم تنتهي وكاهل المسكين قد انهك .
كم نحن أغبياء بعض الأحيان أو في أحيان كثيرة ربما حين نتمنطق وننبطح أمام أبسط ريح لا يمكنها أن تسقط ورقه ، ومع هذه الريح نرسل مستقبلنا وتاريخنا وحاضرنا كي يكون لهذه الريح مصدر اقوى ما أغبانا حين ننشر في الصحف عن إنشاء كنسية كاثوليكية أو بروستانتية أو أرثوذكسية في أوطاننا ونكتب على المصلى او المسجد ( إستراحة ) !!!! قد نسي هاؤلاء ان الثورة والثروة من الوطن لا من خارجه قد نسي هاؤلاء أن من عنده المال لا يهتم كثيرا فبإمكانه أن يعيل أخوه أو ابنه ولكن الذي لا يستطيع قد يجن حين يبحث عن هذا المال ليضمن مستقبل أو يعيل أسره ويحفظ ماء وجه ولا يجده فالفقير أخطر من الغني في مثل هكذا حالات على الأنظمة العربية أو غيرها من الأنظمة العالمية فالمتتبع للأنظمة الثورية يجد أن الثوار هم من الفقراء المعوزين قد غردوا خارج السرب حين من الدهر ثم عادوا فهكذا سيكون مصير عقولنا العربية إن شاء الله هذا إذا لم توارى في ثرى غير ثراها الذي حلمت أن تضم جثمانهم فيه وستكون ثرواتهم الفكرية محفوظه في أيدي غير الأيدي التي يجب أن تحفظها ....
فالسلام ثم السلام ثم السلام على الإعلام أحد أدلة رقي الشعوب إذا صحى ...
أختم ما كتبت بكلمات الشاعر العربي الذي ما وزال يغرد خارج السرب أحمد مطر .
المرهم العجيب
بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ نَعَـمْ واللّـهِ .. مُعجـزةٌ إلهيّـهْ .
فَهـل شيءٌ سـوى الإعجـازِ يَجعَـلُ مَيْتَـةً حَيَّـهْ ؟!
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الأرضِ أ قـنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر والإبـداعِ في أحشـاءِ أُميَّـهْ أجَلْ واللّهِ ..
مُعجِـزَةٌ لَها في الأرضِ أجهـزَةٌ تُحَمِّصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـاالهجائية
وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلا مـيّـةْ وَتَعجنُها بفَذْلَكَـةٍ كلاميّه
ْ وَتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّـةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْـرَها منها فَكُلُّ قضيَّـةٍ فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّـهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا : عـُطا س النَّمْـلِ .. أشعارٌ حَدا ثيّـة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبا بيّهْ !
سِـبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ .. تَنويرٌ مُضاجَعَـةٌ على الأوراقِ .. حُر ية!
جَلابيبٌ لِحَـدِّ الذَّقْـنِ أذقانٌ لِحَـدِّ البَطْنِ
إمساكُ العَصا لِلجِـنِّ دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْـنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ إيماناً وشَرعيّـهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ ا لرسـالاتِ السّماويَّهْ !
أجَلْ واللّهِ .. مُعجـزَةٌ فَحتّى الأمسِ كانتْ عِفَّـةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة !
وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ !
وَحتّى الأمسِ كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا .. بِسـريَّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنا ئيةْ
ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى إذا لم نَدفَعِ ا لدِ يـة
نَعَـمْ .. كُنّـا وَلكِنّـا غَدَوْنا ،اليومَ ، نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ ( مُعَلَّقَةً ) وَنَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
بِفَضْلِ المَرْهَـمِ السّحريِّ أمسَيْنا ..
وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا .. وَقَد صارت ثقافية !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية