الأحد، 20 ديسمبر 2009

أبراج وحصون يتيمة

أبراج وحصون يتيمة ...

يزخرُ وطننا الحبيب عُمان بالكثير من المعالم الأثرية المُشرفة التي تحكي بصمتٍ تاريخ هذا الوطن مما يشهد على عظمة الحضارة التي قامت في ذلك الزمن

أبراج وحصون يتيمة سُمِحَ للزمن وعوامل التعرية بوأدها ، في حين الكل يشهد عبر الأيام ذلك الوأد البطيء لتلك الحصون والأبراج والمباني القديمة، وبذلك يخسر الوطن الحضاري ذو التاريخ الضارب بجذوره نقاط مهمة من رصيده تشهدُ على عظمة الأجداد وحرصهم على الدفاع والذود عن هذا الوطن الغالي .

وقفت ذات يوم أمام شموخ إحدى القلاع في السلطنة فعانقت عيناي أسوارها القديمة ومخرتُ عباب بحر التاريخ حتى رسوت في ميناء الحضارة وصنعت في نفسي مشهد الأجداد وهم يبنون تلك القلعة ومسجدها الشاهد الصادق على روعة البناء والعمارة الإسلامية
دخلنا القلعة فيالها من روعة ويالهم من أجداد ، أيدي بارعة عزمٌ قوي وإرادة ،كل هذا كان لوحة فنية وتحفة نادرة .
حكت لنا جدران القلعة بصمت عالي مستصرخ وفهمنا ما ترمي إليه تلك الجدران العملاقة .ثم شخصت أبصارنا نحو الإبداع والإصرار والجلادة التي كانت في العمانيين القدامى الواضحة في كل شبر من تلك القلعة هذا مثال حي على شموخ وقوة بعض الأثار التي وجدت من يهتم بها إلا أن المشكلة بقيت في تلك الحصون والأبراج التي لم يحالفها الحظ في أن تظل على قيد الحياة إلى أمد أطول، حيثُ لا تكاد ولاية من الولايات أن تخلوا من أبراج أو حصون تركت وحيدة يلعب بها الزمن ويلهوا كيفما شاء .

الأبراج والحصون كثيرة والكل يشاهدها سواء على جنبات الطرق كالحصن الكائن في منطقة الطريف الذي لم يتبقى منه سوى الأطلال أو في القرى كالبرج الواقع في منطقة الوقيبة ( جاوان ) والذي بدأ يستسلم ويفقد صموده وبعضها في مناطق جبلية ومنها الحصن الذي يشمخ بحياء ( الآن ) في منطقة حورة برغة بوادي الجزي فلم تعد تطق صبرا أن تظل تلك الحجارة كما هي دون العناية بها حتى بدأت تتساقط والله أعلم متى سينفذ صبر ذلك الجبل الذي ظل حاملا ً هذا الحصن على متنه منذ سنين طويلة دون العناية به وبرج الغضيفة الذي أصر أن يموت واقفا فذلك طبع الشموخ والإباء هذه بعض الأمثله لبعض الأماكن الأثرية في ولاية صحار.
وما لا يختلف عليه اثنان ان الدولة أنفقت على بعض الأماكن الأثرية ولكن بقي الكثير أيضا ينتظر وما أشبه هذا المنظر الخيالي بصفوف المرضى وهم ينتظمون أمام غرفة الطبيب ، لذا نتمنى أن يكون هناك دور للقطاع الخاص في عملية إحياء الأماكن الأثرية العمانية ويتم استثمارها واستغلالها أفضل أستغلال وعدم السماح للدهر بؤدها ولا نكتفي بوضع لوائح كتب عليها " مكان أثري " .

نشر هذا المقال بملحق منوعات بجريدة الشبيبة


أرشيف المدونة الإلكترونية